انصاف الاعياد .. و حبز الامهات ..!!
صفحة 1 من اصل 1
انصاف الاعياد .. و حبز الامهات ..!!
اليوم الثلاثاء .. كالعادة تخرج أمي باكرا للعمل .. رسالة من ضمن رسائل عديدة تهديها لنا كل صباح .. و بالضرورة هي لا تنسى أن تعوس لي فطور المدرسة .. قراصة بالزيت و السكر .. يبيت خمّارها علي راس الفضيّة .. لا انسى تهافت من (يفاطرونني) في مدرسة ابو دوم الابتدائية علي وسطها حيث يتراكم السكّر بعد طيّها الي نصفين ..
و اليوم نصف عيد عند معظم الناس في قريتي .. يتجه معظمهم جنوبا الي سوق تنقاسي .. عدانا نحن طلاب ابودوم الابتدائية و مروي الثانوية و بعض الموظفين .. و أمّي ..
نصف عيد لأنه يعني مؤونة الاسبوع .. بالنسبة لأهل قريتي و القري المجاورة .. هو نصف الحياة كذلك .. مؤانسة .. و حمْل متاع .. و قضاء ديون .. و تزوّد لمقبل الايام .. و باسطة و فول بشائر .. و ربما شرب الشاي تحت المظلة .. شاي البرندات و كل تبعاته ..!! ..
و حتي لمن لا يملكون .. أذكر أن داعب خالنا المرحوم عبد الله حاج الطيب احدهم ( هسّة يا فلان ما بلقا عندك عشرة آلاف كدة ..؟؟!! ) .. و كانت اجابة الرجل صادقة .. و عفوية ..( و الله إلا ترجا الثلاثاء أبيعلك عنبلوك و لّا شي ..!! ) .. و العمبلوك معروف .. و من لوازم سوق تنقاسي سد الحاجة و لو ببيع العنبلوك ..!! ..
يوم الثلاثاء نتجه شمالا .. حين يتجه الناس جنوبا .. فيضن علينا اليوم بالتوصيلة .. الملح .. فلا عربة و لا لوري و لا مواصلات تتجه شمالا .. لا ادري كيف كانت تصنع امي في رحلتها اليومية الي مروي .. و لكنِّي لم أكن ألمح ثوبها الأبيض في ركن حدّادية .. الموقف العتيق للكثير من أهل قريتي ..
يمر اليوم سريعا .. و نعود لمنازلنا .. جائعين غالبا .. فقراصة أمي و بقية الامهات لا يدوم تأثيرها طويلا .. معظم البيوت تأكل الفول علي افطارها يوم الثلاثاء .. الفول المصنوع علي القِدْرَة .. القِدْرَة المدفونة امام الباب .. و وقودها البَعَرْ .. و ذاك الخبز المصنوع بأفران الامهات .. الامهات .. سيدة مَرَتْ أحمد خالي .. و سيدة بت الماهلة .. هاتان السيدتان تجيدان صناعة الخبز ... و لا زالت رائحة الخبز تحت جلدي .. لا تزال .... لم نكن ننال يومها سوى خبز فرن صالح الحلبي .. و لكن سنناله يوم الجمعة .. !!
خبز أمي جميل .. و لكن خبز ال(( سيدتان )) أجمل .. و يوم الجمعة نصف عيد آخر عند أهل قريتي .. نأكل الفول .. و خبز الامهات .. خبز الملمات الجميلة .. حيث تجتمع النسوة ليخبزن .. ..
ثم الصلاة .. و ضرورة الجلابية .. أذكر حبوبتي بت بخيتة و هي تخرج من دارها لأداء الصلاة .. لمحتني بالبنطال .. بادرتني (( ماشي وين بي بنطلونك دا يا ولد ..؟؟!! )) .. و كان الاستنكار ابلغ من السؤال .. أجبتها بإتساخ جلابيتي .. و كانت واحدة حينها إضافة الي عراقي الدمورية لحش القش .. لم تقتنع حبوبتي بت بخيتة .. و انا كذلك .. و لكلٍ منّا سبب مختلف ..
و الجمعة كانت عرسا .. عقد القران .. و الكرامة .. و الفتّة .. تبدأ باللحم .. ثم العيش .. ثم الكِسْرة .. و ربما طفل فينا شقيّ (( يكتح )) بقية الصحن بالتراب بعد أن يشبع ..
الثلاثاء و الجمعة ... عيد مكتمل .. ربما ..!!
و اليوم نصف عيد عند معظم الناس في قريتي .. يتجه معظمهم جنوبا الي سوق تنقاسي .. عدانا نحن طلاب ابودوم الابتدائية و مروي الثانوية و بعض الموظفين .. و أمّي ..
نصف عيد لأنه يعني مؤونة الاسبوع .. بالنسبة لأهل قريتي و القري المجاورة .. هو نصف الحياة كذلك .. مؤانسة .. و حمْل متاع .. و قضاء ديون .. و تزوّد لمقبل الايام .. و باسطة و فول بشائر .. و ربما شرب الشاي تحت المظلة .. شاي البرندات و كل تبعاته ..!! ..
و حتي لمن لا يملكون .. أذكر أن داعب خالنا المرحوم عبد الله حاج الطيب احدهم ( هسّة يا فلان ما بلقا عندك عشرة آلاف كدة ..؟؟!! ) .. و كانت اجابة الرجل صادقة .. و عفوية ..( و الله إلا ترجا الثلاثاء أبيعلك عنبلوك و لّا شي ..!! ) .. و العمبلوك معروف .. و من لوازم سوق تنقاسي سد الحاجة و لو ببيع العنبلوك ..!! ..
يوم الثلاثاء نتجه شمالا .. حين يتجه الناس جنوبا .. فيضن علينا اليوم بالتوصيلة .. الملح .. فلا عربة و لا لوري و لا مواصلات تتجه شمالا .. لا ادري كيف كانت تصنع امي في رحلتها اليومية الي مروي .. و لكنِّي لم أكن ألمح ثوبها الأبيض في ركن حدّادية .. الموقف العتيق للكثير من أهل قريتي ..
يمر اليوم سريعا .. و نعود لمنازلنا .. جائعين غالبا .. فقراصة أمي و بقية الامهات لا يدوم تأثيرها طويلا .. معظم البيوت تأكل الفول علي افطارها يوم الثلاثاء .. الفول المصنوع علي القِدْرَة .. القِدْرَة المدفونة امام الباب .. و وقودها البَعَرْ .. و ذاك الخبز المصنوع بأفران الامهات .. الامهات .. سيدة مَرَتْ أحمد خالي .. و سيدة بت الماهلة .. هاتان السيدتان تجيدان صناعة الخبز ... و لا زالت رائحة الخبز تحت جلدي .. لا تزال .... لم نكن ننال يومها سوى خبز فرن صالح الحلبي .. و لكن سنناله يوم الجمعة .. !!
خبز أمي جميل .. و لكن خبز ال(( سيدتان )) أجمل .. و يوم الجمعة نصف عيد آخر عند أهل قريتي .. نأكل الفول .. و خبز الامهات .. خبز الملمات الجميلة .. حيث تجتمع النسوة ليخبزن .. ..
ثم الصلاة .. و ضرورة الجلابية .. أذكر حبوبتي بت بخيتة و هي تخرج من دارها لأداء الصلاة .. لمحتني بالبنطال .. بادرتني (( ماشي وين بي بنطلونك دا يا ولد ..؟؟!! )) .. و كان الاستنكار ابلغ من السؤال .. أجبتها بإتساخ جلابيتي .. و كانت واحدة حينها إضافة الي عراقي الدمورية لحش القش .. لم تقتنع حبوبتي بت بخيتة .. و انا كذلك .. و لكلٍ منّا سبب مختلف ..
و الجمعة كانت عرسا .. عقد القران .. و الكرامة .. و الفتّة .. تبدأ باللحم .. ثم العيش .. ثم الكِسْرة .. و ربما طفل فينا شقيّ (( يكتح )) بقية الصحن بالتراب بعد أن يشبع ..
الثلاثاء و الجمعة ... عيد مكتمل .. ربما ..!!
مدثر محمد خير- زول بلد
- عدد المساهمات : 50
نقاط : 70
تاريخ التسجيل : 19/12/2010
العمر : 44
الموقع : الخرطوم
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى